الرئيسية
من طرف shaden الثلاثاء فبراير 16, 2010 6:32 amفجر يوم الثلاثاء الموافق التاسع عشر من الشهر التاسع فى عام الف تسعمائة
وسبعة وثمانون
انجبتنى امى ..
اظن أن هذة هى
البداية الطبيعية بالنسبة لتاريخ كل شخص ، على الرغم من اننى اذكر جيدا
الكثير الكثير من الاحداث التى حدثت قبل مولدى عندما كنت ارقد منعما هادئ
البال فى رحم امى لا افكر فى غذاء او كساء او مسكن وكل شئ يصلنى بأنتظام
ودقة وجودة
اة يا لها من ايام ........
ولكن
دعونا ننسى او نتناسى تلك الايام السعيدة قبل ان تملئ الحسرة والحزن قلوبنا
ونتحدث عن ايامنا فى الدنيا ..
كل ما اذكرة عن البداية هو
ان وصولى الى الدنيا لم يعجبنى كتيرا فقد انفجرت باكيا وحاولت ان اركل كل
من حولى واضربهم معترضا على اخراجى من منزلى الذى عشت فية اجمل تسع شهور فى
حياتى ولكن الجميع تجاهلو اعتراضى تماما وراحو يتبادلون التهنئة فى سعادة
وكان رايى هذا لاقيمة له ولكن سمعت هماسات الدكتور وهو يبلغ ابى عندما كان
يحملنى فى ممر المستشفى انة لايمكن ان يكون لى اخ
صرخ ابى لماذا؟؟؟
ابلغة
بأن سوف يمثل هذا خطرا كبيرا على زوجتة..
فصرخت باكيا ايضا بعدما عرفت
انى سوف اظل وحيدا فى الدنيا
صرخت باكيا وافترضت احدى الزائرات ان
بكائى يعود الى عامل الجوع وحاولت الاعتراض على هذا ايضا ولكنهم اغلقوا فمى
بمصدر غذاء قاومتة فى البداية لاعلن ان هذا ليس سبب الرفض انى لا اريد ان
اعيش واحيدا ولكن اصرارهم جعلنى استسلم وارضع غذائى فى صمت ...
فى
اليوم التالى ..
تفجئت بشخص غريب يحملنى ذو شعر ابيض كثيف من ياترى هذا
الرجل ولماذا كل ما ينظر الى يقول عبدالرازق ...عبدالرازق مع معنى تلك
الكلمة اممممممم يبدو انه يقصد لون شعرى لالا اعتقد ذلك
انة يكررها بشكل
مستفذ لقد مللت منه
حملنى ابى وهو يقول نفس الاسم عبدالرازق
عبد الرازق .... صوت امى من بعيد لااااا لن يكون اسم ولدى عبدالرازق على
اسم والدك اسم ابنى محمد على اسم والدى انا
فى تلك اللحظة علمت
ما يدبر من اجلى.. جدى العزيز يرغب فى ان يكون اسم اول حفيد لة عبد الرازق
وامى ترغب ان تسمينى محمد على اسم ولدها
ولكن علمت من مصادرى
الخاصة انة بناء على رغبة الجد الاكبر سوف يسمونى عبد الرازق ولكن ينادونى
محمد .. ما كل هذا الاستفذاذ اين حريتى الشخصية
ادركت ان الوقت
لم يحن بعد للاعتراض ولم تتكون لدى شخصية مستقلة بعد فأثرت الصمت انتظارا
للحظة المناسبة
وطوال الاشهر التالية لم يسمتع لى احد كلما
بكيت معترضا او محاولا ابداء رأيى وانا اشعر بالغيظ لاننى لا استطيع
التعبير عن موقفى وبدا من الواضح اننى لن امتلك تلك الشخصية المستقلة الى
احلم بها الا عندما اتعلم الكلام
وانتظرت..
ومع
مرور الوقت رحت اكتسب القدرة على الكلام فأنطق كلمات منفردة او مجتمعة
واصبحت هذة الكلمات واضحة واستطعت ان اصنع جملا مفهومة كان الجميع يصفقون
سعادة بها فى البداية حتى اننى تصورت ان لحظة ابداء الراأى قد اتت ولكن..
فجأة
اصبح كلامى سخيفا وثقيلا بالنسبة لهم وكلما اردت توضيح وجهة نظر او مناقشة
امر ما صرخت امى تطالبنى بالصمت وثار والدى لانة مشغول وضربنى جدى او
يتطلع الجميع بسخرية ويقولون فى استخفاف ..كلام عيال
وابتلعت
غضبى ولذت بالصمت مرة اخرى وانا اتساءل :- لماذا كانت سعادتهم بتعلمى
الكلام ما داموا يرفضون الاستماع دائما ..
والتحقت
بالدراسة ولم يتغير الامر كثيرا بل زاد عدد الذين يعترضون على حديثى
ويسفهون ارائى فلا يمكن ان اتحدث فى
الفصل واشرح وجهة نظرى او حتى بعد
الفصل او فى اثناء عمل الواجبات المنزلية او حتى بعد الانتهاء منها
لم
يعد لى رأى خاص على الاطلاق..
انهم يضعون المقررات
الدراسية ثم يعدلونها ويضيفون اليها بعد بدء الدراسة ثم يحذفون ما اضافوة
قبل منتصف العام ويغيرون المقررات كلها قبل الامتحان ثم يحذفون عاما من
دراستى الابتدائية ويضيفونة الى الثانوية العامة ويقسمون الطلاب الى اقسام
علمية وادبية ثم يقسمون طلاب المواد العلمية الى قسم للعلوم واخر للرياضيات
وفجاءة وبدون سابق انذار يعلنون ان هذا كله خطأ ويبدأون من البداية دون ان
ياخذ احدهم رأيى ولو مرة واحدة فيما يفعلونة بى
ولكن لكل شئ
نهاية ..وانتهت مرحلة دراستى الثانوية وحصلت على شهادتى وادركت ان مرحلة
شخصيتى المستقله قد حانت
فأعلن للجميع بكل حسم انى ارغب فى الدخول فى
معهد الكفاية الانتاجية من اجل شئ واحد فقط ان اكون بجوار كلية الفتاه الى
احبها فى الشرقية مسقط رأسى
على الرغم من مجموعى الذى منحنى
كلية اداب وتربية وحقوق
ولكن النيران تشتعل فى منزلى ..
ابى
يصرخ فى وجهى ويتهمنى بالغباء وامى تبكى حسرة ناعية سوء حظها وجدى ينهار
وخالى ينصح اهلى بكل جدية ايداعى مستشفى الامراض العقلية لاننى ارفض
الالتحاق بكلية الحقوق مثل ابنة الكبير
وفى تلك اللحظة نسمع
صوت رجل البريد باعلى صوت ينادى من الشارع عبدالرازق جميل مبروك المعهد
العالى للدرسات المتطورة لعلوم الحاسب بالهرم يااااااااااااااااااه لقد
نسيت انى وضعت فى ورقة التنسيق اختيار اكاديمية خاصة حتى لا افترق عن صديقى
طارق انه القدر مرة اخرى يعود ليتحكم فى بكل سهولة
وافق
الجميع امى وابى وجدى سريعا ف سوف اكون مهندس حاسب الى بدلا من خريج معهد
كفاية انتاجية والتى يعلمون جيدا انى ذاهب الى هناك من اجل ان اكون بجوار
حبيبتى ...
وفى الاكاديمية ادركت منذا البداية انها ليست
بالتاكيد مرحلة تكوين شخصية قوية او مستقلة او اي شخصية على الاطلاق فالكل
يطالبنى بحفظ المقررات عن ظهر قلب دون مناقشة او استفسار بغض النظر عن
الفهم والتفكير حتى انجح فى الامتحان والا ......
ولاننى
خبير فى هذا الاسلوب كما انى عشقت علوم الحاسب فقد نجحت فى كل سنوات
الدارسة فى اكاديمة الهرم وحصلت على شهادة البكالوريوس بدرجه جيد جدااا
وتصورت
ان هذا هو اخر المطاف واننى سأصبح خبيرا فى علوم الحاسب ومهندس مرموقا
يشار الية بالبنان ويقف له الجميع احتراما وله راى مستقل وشخصية متميزة
ووو...
ولكن هذا لم يحدث عملت فى شركة احد اقربائى بالوسطة حتى
طارق صديقى كنت انا الوسطة له من اجل العمل فى نفس الشركة
اصبحت
مجرد موظف برتبة مدير ولكن بدون قناعة داخليا بهذا العمل ....
وفى
تلك الفترة تعرفت على فتاه لا يمكن ان لا تكون زوجتى انها كاملة الموصفات
وبعد فترة ليست بقصيرة كان لابد من التقدم لاهلها
امها
....
واقابل الام التى تنظر الى من اسفل وتقلب شفتيها فى امتعاض
وتهز رأسها فى حسرة ثم تسألنى عن راتبى ودخلى الشهرى ومؤهلاتى فألتقط نفسا
عميقا واجيب اسئلتها..
وما ان تسمع الام الجواب حتى تصرخ فى
ذعر وتضرب صدرها بكفها بأرتياع وتسقط فاقدة الوعى فأسرع بأنعاشها حتى
استعادت وعيها ...
بعدها بفترة بدأت جولة جديدة من
المحادثات استطعت اقناع الام خلالها ان شركة صيانة الحاسب الالى التى
افتتحتها قريبا انا وصديقى طارق سوف تحقق ارباح كبيرة
وهذا سوف
يمنحنى المزيد من الدخل واخيرا وافقت الام فى حسرة لان ابنتها توافق على
الارتباط بى ...
وتمت الخطبة فى حفل عائلى بسيط اكتفت امى
وحماتى فية بتبادل عبارات التبكيت والتسخيف الملتوية دون ان تتشابكا
بالايدى احتراما للمناسبة ..
وبعد كفاح مرير للحصول على شقة
صغيرة ودفع الشبكة والمهر وخلافة حان موعد الزفاف وابلغتنى حماتى انها
ترغب فى عقد مؤتمر قمة مصغر لمناقشة تفاصيل حفل الزفاف فاذهب اليها صاغرا
مستسلما لتلمى على شروطها كأنها دولة كبيرة محتلة دولة صغيرة حتى جاء
الحديث عن ثوب الزفاف
فتطالبنى بأن يكون مرتفع الثمن للغاية
حتى يتجاوز تكلفة حفل الزفاف كلة
ولاننى ساذج لما استوعب
القاعدة بعد فأنا اسألها فى سذاجة وبراءه عن سبب انفاق كل هذا المبلغ لشراء
ثوب الزفاف لن يتم ارتدائة سوى مرة واحدة ..
وهنا ايضا
تصرخ حماتى وتمصمص شفتيها وتتحسر على ابنتها ثم تبدء فى ذكر ثمن ثوب الزفاف
لا بنة عمها وابنة خالتها وابنة الجيران وحتى ابنه سبارتاكوس محرر العبيد
واستسلم
كالمعتاد
ويتم الزفاف ..
ومنذا
اللحظه الاولى اردت ان اذبح لها القط كما يقولون ولكن زوجتى التى بدت رقيقة
طوال فترة الخطوبة ذبحت لية قبيلة من الاسود المفترسة واثبت لى المثل
المعروف اقلب القدرة على فهما تتطلع البنت لامها
وبدأت
احلامى فى الشخصية المستقلة تنكمش وتتلاشى
وانجبنا بنتنا
اخيررررررررررا تلك الفتاة الى انتظرتها كثيرااااااا
وحلفت
زوجتى انها لن تبات معى فى المنزل ولن تتحدث معى وسوف تكون غاضبة على مجى
الحياه لو لم اسميها على اسم حماتى المصون
وذهب حلم ان يكون
لى بنت تسمى هبة هبائا واصبحت ابو حنان
ثم قررت حماتى ان
تقيم حفل السبوع
وسئلت بمرح هل السبوع عادة اسلامية ؟؟؟
وجاء
الجواب على هيئه نظرة صارمة من حماتى وشهقة من زوجتى وو...
وكان
حفل السبوع كبيرررا التهم معظم مدخراتى كالمعتاد
ومضت سنوات
على النمط نفسة واصبحت فكرة شخصية حرة مستقلة مجرد ذكريات
استعاداها
زهنى وانا على فراش الموت بأبتسامه وبدأت اضحك بصوت مرتفع جعل الورثة
يتطلعون الى فى دهشة
لضحكى العالى وانا احتضر
واخيرا لفظت
انفاسى الاخيرة بينهم وهم يناقشون فكرة توزيع الثروة بالتساوى ويحسبون
الارقام بالالة الحاسبة دون ان ينتبة احدهم لموتى قبل ربع ساعة على الاقل
اتنهت
رحلتى فى الحياه
وانتهت المذكرات
والبقاء لله .....
كلمة
للكاتب
هذة المذكرات مقتبسة من فلم 1000 مبروك فقد تخيلت نفسى
مكان البطل فى الفيلم
وتحدثت مع نفسى كثيرا اخطئت كتيرا فى
الحياة واتخدث اكثر قررات خاطئة وعشوائية خسرت بسببها الكثير والكتير
ماذا
لو استطعت ان اغير من نفسى
ماذا لو استطعت ان اكون افضل واقل
ساذجة
ماذا لو ان تلك المذكراتى حدثت بالفعل ستكون كارثة لى
فانا اتمنى زوجة صالحة دافئة اشعر معها بالحب وبنت تسمى هبة تمنحنى شعور
المسؤلية
وحماتى تمنحنى شعورها بانى ابنها ولست غريب عن اهلها
وورثة
يبكون على فراقى لا على اموالى
وسيرة حسنة يتذكرنى الناس
بها وانا ميت
ويتذكرونى بالخير لا بالشر
كان معكم
عبدو
